29 كانون2

مؤتمر “الأميركية” يجدد دق ناقوس الخطر … حرق النفايات يزيد نسبة المسرطِنات المنقولة جوّاً بنسبة ٢٣٠٠٪

مؤتمر “الأميركية” يجدد دق ناقوس الخطر … حرق النفايات يزيد نسبة المسرطِنات المنقولة جوّاً بنسبة٢٣٠٠٪

 

“خلال الأيام التي تُحرق فيها النفايات، تزيد نسبة المسرطِنات المنقولة جوّاً بنسبة ٢٣٠٠٪ على الأقل.” يلخِّص هذا التصريح النتائج المُقلقة الّتي توصّلت إليها الوحدة البحثيّة حول نوعية الهواء المشتركة بين الجامعة الأميركية في بيروت والمجلس الوطني للبحوث العلمية.

 

عُقد مؤتمر صحفي في الجامعة الأميركية يوم الخميس، 28 كانون الثاني، لنشر نتائج دراسات الوحدة البحثيّة حول نوعية الهواء وإطلاق فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الأميركية في بيروت لدليل إدارة النفايات البلدية الصلبة.

في أعقاب أزمة إدارة النفايات الصلبة التي شهدها لبنان، كان الحرق المفتوح للنفايات على إرتفاع بالقرب من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. ونظراً لغياب أي معطيات تسمح بتقييم آثار الرمي والحرق المفتوحَين للنفايات على نوعية الهواء والصحة العامة، قام المجلس الوطني للبحوث العلمية ومجلس الجامعة الأميركية في بيروت للأبحاث برعاية دراسة للوحدة البحثيّة حول نوعيّة الهواء، التي تقوم بقيادتها د. نجاة صليبا، استاذة في الكيمياء ومديرة مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت، بهدف التعريف عن المقوّمات الكيميائية في مواقع حرق النفايات البلدية الصلبة في بيروت.

عقب افتتاح رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري للمؤتمر، قامت الدكتورة صليبا بعرضها نتائج الدراسة التي قامت بقياس تركيزات بعض هذه المركبات السامّة على سطح مبنى سكني مؤلف من أربعة طوابق، بالقرب من موقع حرق مفتوح إلى الشرق من بيروت بين تاريخي ٢ تشرين الأول و٢٦ تشرين الثاني، ٢٠١٥، ومن ثم مقارنتها بقياسات سابقة أو بقياسات تم أخذها على بعد أسبوع من أي حرق في المنطقة وبعد تساقط الأمطار. استطاعت بعد ذلك الوحدة أن تقيّم مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب التعرض لهذه المواد الكيميائية، وأعلنت نتائج هذه الدراسة خلال المؤتمر.

تُظهر على سبيل المثال النتائج أن المعدلات اليومية للجزيئات التي يبلغ قطرها ١٠ ميكرومترات أو أقل (PM10)، أو ٢.٥ ميكرومترات أو أقل (PM2.5)، تجاوزت المعدّلات المذكورة في توجيهات الأربعة وعشرين ساعة لمنظّمة الصحّة العالمية بما يصل إلى ٢٧٦٪ و١٧١٪، بالترتيب. كما سُجِّلت لها ارتفاعات هائلة في ٥ و ١٧ تشرين الأول.

و بالإضافة إلى ذلك، تمّ قياس تركيزات المعادن التي تُعتبر موشِّراً لحرق النفايات، ومن ضمنها الرصاص، الكادميوم، المنجنيز، التيتانيوم، الكروميوم، الزرنيخ، وكثير غيرها، حسب منهج IO-3.5 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجُد أنّها قد زادت بين ٩٨ و ١٤٤٨٪.

أما المواد العضوية، وتحديداً الهيدروكربونات العطرية المتعدِّدة الحلقات الستة عشر السامة المُعترف بها من قبل وكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، فقد تضاعف تركيزها الكلي بأكثر من مرّتين، بالمقارنة مع قياسات من تواريخ مختلفة. كما أن القياس، الذي تم بحسب منهج TO-13 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، أظهر كذلك أن أكثر مادة مسرطنة ضمن هذه الهيدروكربونات العطرية، أي مادة البنزو [أ] بيرين (Benzo[a]pyrene)، تضاعف تركيزها  بحوالي ٢.٣ مرات.

ومستويات الديوكسينات الثنائيةِ البنزو والمتعددةِ الكلور والفيورانات السبعة عشر الأكثر سمومية، فتم كذلك قياسها بحسب منهج TO-9 لوكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة، ووجد أنها أكثر إرتفاعاً من القياسات الأخرى بنسبة ٢٧٥٤٪. وزيادةً عن ذلك، وصل مستوى الديوكسين الثنائيِ البنزو والمتعددِ الكلور الأكثر سمومية، والمعروف بإسم 2,3,7,8 TCDD,، إلى تركيز مرتفع نسبياً في ١٩ تشرين الأول، في حين لم يتمّ العثور عليه في قياسات أخرى.

تمّ كذلك حسب تقديرات لمخاطر الإصابة بالسرطان بسبب الهيدروكربونات العطريةِ المتعددةِ الحلقات والديوكسيناتِ الثنائيةِ البنزو والمتعددةِ الكلور والفيورانات حسب منهج برنامجِ النقاطِ الساخنةِ للسموم في الهواء لمكتب كاليفورنيا لتقييم مخاطر الصحة البيئية. وبالتالي، وُجد أن الخطر القصير الأمد للإصابة بالسرطان زاد من حوالي شخص في المليون إلى ١٨ شخص في الأيام التي تم خلالها حرق النفايات.

عندما رأت الوحدة البحثيّة حول نوعية الهواء هذه الأخطار المباشرة على صحة السكان والمتظاهرين من ناشطين ومنظمات غير حكومية، قامت بنشر المعلومات التي كانت تملكها بهدف الحدّ من هذا الخطر، خاصةً بغياب المنظمات العامة الضرورية لإدارة النفايات الصلبة بصورة سليمة. وأكّدت النتائج الموثَّقة حول المكوِّنات الهوائية السامة لحرائق النفايات ومخاطرها الصحية الحاجة الواضِحة لإدارة النفايات الصلبة على مستوَيَي الحكومة والبلديات.

بعد شرح هذه الأرقام المثيرة للقلق، قام فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الأميركية في بيروت الفرصة بتقديم دليله لإدارة النفايات البلدية الصلبة. يُعطي هذا الدليل لمحة عامة عن ممارسات إدارة النفايات السابقة والحالية في لبنان، ويعرض خريطة العمل التي طوَّرها فريق العمل لمساعدة الأفرادوالبلدياتواتّحادات البلديات على الإنتقال إلى ممارسات أكثر استدامة و”إدارة متكاملة للنفايات الصلبة”.

للاطلاع على الدراسة باللغة الانكليزية >>>>> http://greenarea.me/ar/104160/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D8%AF%D9%82-%D9%86%D8%A7%D9%82%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%B1/

آخر تعديل على الأربعاء, 24 شباط/فبراير 2016 09:54
الدخول للتعليق